تشهد مناطق شرق الفرات وتحديداً ريف دير الزور الشرقي الخاضعة لنفوذ قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، منذ أسبوع قتالاً بين قوات سوريا الديمقراطية(قسد) وإحدى مكوناتها – مجلس دير الزور العسكري، بعد الإعلان عن توقيف وعزل رئيسها و قياداتها ، لأسباب مسلكية حسب البيان الصادر من (قسد) .
رافق ذلك تحشيد إعلامي عنصري ضد الشعب الكوردي ، من مختلف الجهات و الأشخاص والدول التي تعادي واقع العيش المشترك بين مختلف المكونات سواء في كوردستان الغربية أو في مناطق شرق الفرات ، وهي بذلك تهدف إلى زعزعة السلم الأهلي التي تنعم بها هذه المناطق .
هذه النزعة العنصرية المتخلفة والحاقدة التي تستحضر في خطابها التحريضي عناصرها التاريخية من الجاهلية الأولى ، تلقى الدعم والمساندة من محور غاصبي كوردستان( تركيا، ايران ، سوريا، العراق ) ، التي لا تتوانى أن تلقي بخلافاتها وصراعاتها جانباً ، لتتكتل على نسق في مواجهة تطلعات شعب كوردستان ، لمنع اي تطور يمس قضيته القومية في ظل العيش المشترك .
أصبحت الحاضنة الإرهابية البائسة في تلك المناطق ، بتحريض من بعض الشخصيات المشبوهة في غرب الفرات ، حيث النفوذ الإيراني الطائفي ونظام الأسد و بالتنسيق مع دولة الإحتلال التركي ومرتزقته من فصائل ما يسمى بالجيش الوطني ، تدفع ضريبتها القاسية التي تتكرر في كل فترة من الزمان وفي المكان ذاته على حساب دماء أبناءها ومعاناة أهلها ، ولا تلبث أن تعود إلى دائرتها العنصرية الضيقة وهي تتلقى التحريض من مختلف وسائل الإعلام لتلك الدول والجهات ، دون وعي وإدراك لمخاطر هذا السلوك الإجرامي الذي لا يستهدف مايسمى (الوحدة الوطنية) حسب مصطلحات نظام الإجرام ، بل يستهدف الإنسان أياً كان أصله وفصله ، لذا فإن إدعاءات الوطنية في قاموس العنصرية والطائفية لا تلبث أن تصبح مناطقيات وعصبيات تهدد سلم وأمان وحياة الناس الأبرياء.
وفي المقابل فإن الخيرين من وجهاء وأبناء شرق الفرات كان لهم المسعى الإيجابي السلمي في نداءات التهدئة وعدم الإنجرار إلى الفتنة والإقتتال الداخلي .
في الوقت الذي يدين فيها حراك ( خوى بون _ Xwebûn ) هذا التحريض الإعلامي العنفي ، وبالتوازي يدين تلك الجهات والدول والشخصيات التي تقف خلف هذا الإعلام المُغرِض ، الذي يبث النزعة العنصرية والطائفية بين الشعوب و المكونات والمجتمعات المختلفة و يغذي روح الكراهية ، من خلال تسويف الحقائق و تسهيل ارتكاب الجرائم والتفرقة على أساس الهوية .
لذا فإنَّ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مدعوَّة لجعل منطقة شرق الفرات كمنطقة آمنة وحظر طيران لوضع حد لهذه التدخلات وتقليل التوترات التي تعصف في تلك المناطق ، لقطع دابر الفتنة المجتمعية ولمنع امتدادها ، حيث هشاشة الأوضاع من مختلف الجوانب الإقتصادية والسياسية في سوريا ، قد تساعد محور الشر إلى استغلالها ، لتهديد السلم الأهلي في هذه المنطقة التي تنعم نسبياً بالأمان والإستقرار مقارنة بباقي مناطق النفوذ في سوريا .
في 1 أيلول /سبتمبر 2023
حراك خوى بون _ Xwebûn